بقلم
د.وليد الحلي
اهتم الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) برفع مستوى العلم للقضاء على الجهل مع ضرورة دعم العلماء والحكماء للتخلص من الجهل وتوعية الأمة الإسلامية بمناهج أعدائها للقضاء عليها، وعلى شبابها قائلا (ع): (لست أحبّ أن أرى الشابّ منكم إِلا غادياً في حالين؛ إِمّا عالماً أو متعلّماً، فإن لم يفعل فرط، وإِن فرط ضيّع، وإِن ضيّع أثم)، و(اطلبوا العلم وتزيّنوا معه بالحلم والوقار).
وقد كان منهج الحوار مسارا أساسياعند الإمام الصادق في التعاطي مع أهل الباطل والفلاسفة وأهل الكلام والجدليين والغلاة.. الذين نجح في إقناعهم أو إيضاح مكامن أخطاء أفكارهم ومعتقداتهم بالبينة الصحيحة والأدلة العلمية والفقهية الموثقة..
كما سعى إلى توعية وتثقيف وتحييد أو إيقاف صراع الحركات الدينية وتوجهاتها الفلسفية والفكرية والسياسية وما صاحبها من ظهور الفتن٧ والنزاعات والعصبيات والصراعات الجاهلية..
وظل عاكفا على تحمل الانتهاكات بالصبر والحكمة والحلم والشجاعة، لمعالجة ما أصاب المجتمع من وهن وتشويه وانتهاكات لحقوق الانسان بتحذيره من التفرقة والانشغال في الخلافات والاختلافات والخصومات قائلا: (إياكم والخصومة في الدين!.. فإنها تشغل القلب عن ذكر الله عزّ وجلّ، وتورث النفاق، وتكسب الضغائن، وتستجير الكذب).
إن الذي يحدث اليوم في العديد من الدول الإسلامية بعدم التعاون والتخلف عن٧ نصرة المسلمين المظلومين الذين هم تحت الإبادة الجماعية، وجدته ضمن مخطط الأعداء في كتاب اليهودي جاكوب دون ،(Jacob Don بعنوان: الإسلام المتعب لمؤلفه:)
وملخصه يتضمن خطتهم لتدمير عقيدة المسلمين والعرب وسكان الشرق الأوسط وزرع الاختلافات والتفرقة، وتدمير أخلاق وسلوك المرأة في دولهم بتشجيع الانحلال ليسهل التحكم بعقولهن، وتشجيع الاعتداءات على المساجد وجعل المسلمين ينفرون منها، ومن تعاليم القرآن، ويفضلون ثقافة الغرب على ثقافة دينهم، وإيجاد فجوة بين الوالدين والأبناء لإيقاف بر الوالدين وإضعاف دور الأسرة والمجتمعية في تربية المسلمين، وزرع حب الذات والمصلحة الفردية فوق المصلحة الأسرية أو مصلحة الدولة، وذلك لإنشاء جيل لا يحترم الجيل الذي سبقه ويكون مقدمة لتفكك المجتمع، وهم يبتكرون الخطط بدس السم في العسل لتضليل المسلمين، وتحفيز الناس على سفر المرأة وحدها والتأقلم على أن أخلاق الغرب وسلوكه طبيعي وصحيح، واستخدام سلاح العصر وهو التقنية والإنترنت في التركيز على دعم السلبيات التي تزعزع شخصية المسلم وسلوكه، وتقلل من الاستخدام الإيجابي لها لكي يدع الجيل الجديد يتيه في المتع والملذات الفارغة على حساب العلم والتقنية لاحتلال عقولهم. إن خطتهم في تغريب المسلم وإبعاده عن دينه وهويته تتم بالتدريج، وعلى مراحل لكي يوجدوا أمة ضائعة بلا هوية ولا تراث ولا تاريخ حتى يسهل انقيادها والسيطرة عليها وتجهيلهم عن وحدتهم ورسالتهم وهويتهم العربية والإسلامية.
Tired- Islam, Extract from the book
By: Jacob Dunne, The Zionist, Me Fourth Edition, Volume Seven.( Library of Congress2011 AD).
إن نصائح الإمام الصادق التي تحث على وعي المرحلة التي تعيشها الأمة وخطورتها، تدعو الجميع إلى التكاتف والتعاون وتوحيد الصفوف وصد الذين يعملون ليلاً ونهاراً لإذلالهم وجعلهم تحت سيطرة الأشرار، حيث يقول (ع): (العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق، لا تزيده سرعة السير إلا بعداً)، و(إياكم والخصومة في الدين! فإنها تشغل القلب عن ذكر الله عزّ وجلّ، وتورث النفاق، وتكسب الضغائن، وتستجيز الكذب).
ومن سيرته العطرة، فقد ولد الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) في المدينة المنورة في 17 ربيع الأول عام 82- 83 هـ، ومدة إمامته 34 عاما، تصدى لتغيير الأمة مستخدما القوة الناعمة الخيرة والأخلاقية معلنا أن (فساد الظاهر من فساد الباطن، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته) ومؤكدا على مبادئ وقيم الإسلام المستندة إلى التقوى والعلم والإصلاح والإرشاد، ومشددا على رفض أصحاب الأهداف والغايات والمطامع غير المخلصة، ومهتما بتوجيه الأمة على إطاعة الله والعمل له سبحانه وتعالى، وتحمل مسؤوليتها في الإخلاص والنزاهة والحوار بالحكمة والموعظة الحسنة.