الى أين ماضون …….
الباحث باسم عباس محمد
يعتقد الكاتب والصحافي الأميركي لورانس رايت، أنّ جائحة كورونا قد تكون فرصة عظيمة لإعادة تشكيل الحضارة، تماما كما تشكّل عصر النهضة عقب انتهاء الطاعون الأسود في أوروبا. لكنّ الواقع الراهن لا يشي بأيّ بارقة أمل. فالتحديات التي خلّفها وما زال يشكلها كوفيد 19 خطيرة وكثيرة، خصوصا في مجال حقوق الإنسان. يكفي أن أذكر أربع فئات انعكس عليها الوضع الراهن في شكل مأسوي: البلا مأوى، التلامذة الفقراء، أصحاب الاحتياجات الخاصة، والنساء المعنّفات
فالنبدأ بالبلا مأوى. وسط انتشار جائحة كورونا، يحمل العالم بأسره شعار: “التزموا منازلكم”. “خليك بالبيت”. ولكن، ماذا عمّن لا بيت لديه؟ هل فكّر أحدنا بمآسي المشردين على الطرقات في زمن الوباء؟
لننتقل الى التلاميذ الفقراء. يقول أرسطو: “التعليم زينةٌ في الرخاء وملاذٌ في الشدّة”… لكن هذا القول لا ينسجم تماما مع واقعنا الراهن. فالشدّة التي يعيشها العالم تحت وطأة كورونا حولت التعليم عبئاً إضافيا على التلاميذ الفقراء وعوائلِهم. ملايين الأطفال حرمتهم الجائحة حقهم في استكمال دراستهم. هل قلتم تعلّم عن بعد؟ من أين للفقراء هذا وعدد هائل منهم يعيش بلا انترنت؟
وبعد: إذا راقبنا التعاطي العام مع ذوي الإحتياجات الخاصة تحديدا، سنجد حجم التمييز الكبير ضدّهم. وقد تفاقمت أزمة هذه الفئة “المُستضعفة” والهشة في المجتمع بعدما اتخذ البعض من الوباء ذريعةً لممارسة انتهاكات لا تُغتفر في حق هؤلاء.
أخيراً وليس آخراً، نصل الى النساء المعنّفات. الحجر المنزلي فَرَضَ على الناس حياة جديدة، وكشف أنّ البيوت ليست فضاءات آمنة كما نظنّ. الوقت يمضي ثقيلاً على كثيراتٍ يُعانين بين أربعة جدران. قرأنا تقارير عديدة عن ارتفاع حالات العنف، وسمعنا حكاياتٍ مؤلمة عن نساءٍ تعرّضن لأبشع حالات الضرب والأذى.
يبقى السؤال الأخير والأخطر: ما الذي ينتظرنا نحن العرب بعد انتهاء هذه الأزمة؟
أخاف التفكير في احتمالات الجواب