ماقل ودل
عبد الكريم الوزان
” لايطير بعيد ولاينلزم بالايد “!!
مثل شعبي عراقي يعني أن الشيء موجود وأمام الأنظار لكن لايمكن مسكه أو وضع اليد عليه.
مثال ذلك العملة الصعبة – الدولار وتذبذبه وعدم ثبات استقراره لأسباب ليست بمنآى عن الفساد والتصفيات السياسية وتسقيط الآخر حتى ألقى بظلاله على المستوى المعيشي للمواطنين .
مايهمنا اليوم أكثر هي حملة ملاحقة واعتقال بعض الفاسدين الكبار ، ممن يتخفون خلف عناوين ومناصب سياسية وحكومية ودينية واجتماعية ، ففي الوقت الذي بدأ فيه الشعب العراقي يتنفس الصعداء ويشعر بشيء من الارتياح وهو يشاهد ويسمع اتخاذ اجراءات حقيقية في ظاهرها ، فانه يستغرب من وجود حيتان فساد أكبر وأكثر معروفة للقاصي والداني لم يتم ملاحقتها بعد وهي ( لاتطير بعيد ولاتنلزم بالايد )!!.
وقس على ذلك عناصر الإرهاب والقتل والإختطاف والتغييب والإخفاء القسري من خفافيش الظلام الذين يمارسون جرائمهم بحق العراقيين تحت مسميات هزيلة صفراء باتت مكشوفة للجميع .
العراقيون بدورهم يشدّون على يدي السيد رئيس الوزراء ، ويتمنون عليه اثبات جدارته ومصداقيته وولائه للوطن ،بعد أن يتبرأ من كل ماعلق به وأثير بحقه خلال مسيرته السياسية ، فينقلب على الفاسدين والارهابيين والعملاء والجواسيس ، من دون أن تأخذه في الحق لومة لائم ، ولنا في سيرة بعض القادة في التأريخ الاسلامي ممن انقلبوا على ملّة الكفر والظلام أسوة حسنة ، وذلك ليس على الله بعزيز ،عندها سيجد أن الشعب العراقي كله يقاتل تحت امرته دون الحاجة لتدخل قوى أجنبية كانت السبب الأول في دمار البلاد ، وسيحصل على لقب خادم العراق ، وسيخلده التأريخ كابن بار بشعبه ، وقبل هذا وذاك سينال رضا الله وهو أكبر منال لأي مخلوق في الدنيا والآخرة ، فهل سيفعلها الكاظمي ؟ الذي بات محل رهان ونقاش وتحدي وتشكيك بين المراقبين داخل وخارج العراق ، افعلها ياكاظمي كي يحالفك الحظ ولاتَفُتك فرصة العمر والوطنية والمجد، واعلم أن الجرة لاتسلم في كل مرة ، ولاملاذ يحميك سوى شعبك ، خصوصا وأن الجاني على مرمى بصرك .. يعني ( لايطير بعيد ولاينلزم بالايد )!!.