بغداد/ الاصداء الاخبارية
مرة أخرى يجتمع زعماء العرب وبعض دول العالم تحت مظلة العراق، في قمة بغداد بنسختها الثانية التي انطلقت أعمالها، اليوم الثلاثاء، في منطقة البحر الميت بالمملكة الأردنية الهاشمية، حيث يسعى العراق من خلالها إلى لملمة الأطراف المتخاصمة في المنطقة واستعادة دوره المحوري فيها وإثبات مكانته كلاعب فاعل، فضلا عن مناقشة العديد من القضايا لعل أبرزها الاقتصادية والمناخية.
وعلى هامش حضورهم مؤتمر قمّة بغداد الثاني للتعاون والشراكة، عُقد لقاءٌ ثلاثي ضمّ رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ورئيس مصر عبد الفتاح السيسي، حيث “جرى البحث في أوجه التعاون والتكامل وتعزيز الشراكة بين البلدان الشقيقة، العراق والأردن ومصر، وسبل تفعيل التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات”.
وشهد اللقاء، “التأكيد على أهمية ترابط البُنى التحتية مع الدول الشقيقة، وتقوية الاستثمارات المتبادلة، بما يدعم القدرة على المنافسة في الأسواق العالمية، ومجابهة التحديات الراهنة التي يشهدها الاقتصاد العالمي”.
ومع انطلاق قمة بغداد، اكد الحاضرون فيها دعمهم للحكومة العراقية في مواجهت التحديات.. يؤكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أنَّ فكرةَ تأسيسِ مؤتمر بغداد تنطلق من رغبة العراق في إرساء وتعزيز قواعد التعاون والشراكة مع دول الجوار والصديقة، لافتاً الى أن “الحكومة تتبنى نهجاً منفتحاً يهدف لبناء شراكات إقليمية ودولية مبنية على المصالح المشتركة، بما في ذلك إنشاء المشاريع الاستراتيجية التكاملية لربط العراق مع محيطه الإقليمي”.
ويتابع السوداني حديثه، أن “العراق يواجه تهديداً وجودياً بسببِ شُحِّ المياه، وإننا عازمون على العمل الجادِ مع جيراننا في الجمهورية التركية والجمهوريةِ الإسلامية الايرانية لضمان أمنِنا المائي، والتوصل إلى افضل السبل للإدارة المشتركة للموارد المائية العابرة للحدود، ووصول حصتِنا المائية وفقَ الاتفاقيات والقوانين الدولية، وبالتوازي مع ذلك بدأنا بأخذ الخطوات العملية لتعزيز استخدام أنظمة الري الحديثة وإيقافِ هدر المياهِ في الخزنِ والزراعة.
واعتبر، التلوث البيئي – في الهواء والمياه والتربة- من أهمِّ المخاطر على مستقبل شعبنا خصوصاً في المناطق الجنوبية، وقد بدأنا العمل الجادَّ لمعالجة حرق الغاز المصاحب في الحقول النفطية وندعو الشركات العالمية للاستثمار في هذا المجال لأجل تحويل استخدام هذا المصدر المهمِّ للطاقة لأغراض توليد الكهرباء، سعياً لتحقيق الاكتفاء الذاتي في استعمال الغاز لتوليد الكهرباء على المدى المتوسط، ولتقليل انبعاث الغازات الدفيئة والاحتباسِ الحراري”.
وبين السوداني، أن “العراقَ متمسكٌ ببناء علاقات تعاون متوازنة مع كل الشركاء الإقليميين والدوليين، وهو ينأى بنفسه عن إصطفافات المحاور وأجواء التصعيد، وينشد سياسة التهدئة وخفضِ التوترات”، لافتا الى انه “يرفض في الوقت ذاته التدخل بشؤونه الداخلية ومسَّ سيادته أو الاعتداء على أراضيه”.
وفي المواقف الداعم للعراق وخلال قمة بغداد الثانية، أكد العاهل الأردني عبد الله الثاني، اليوم الثلاثاء، أن مؤتمر قمة بغداد الثانية يؤكد على دور العراق المحوري وأن استقرار العراق ركن أساسي للمنطقة”، مؤكداً على “دعم جهود العراق في دعم أمنه وسيادته وتعزيز التعاون الإقليمي”.
ويشير ملك الاردن الى أن “امدادات الطاقة والتعامل مع التغيير المناخي تعد من أبرز التحديات التي تواجه المنطقة والعالم”، لافتاً الى أن “هناك حاجة ماسة للاستقرار في المنطقة والتعاون ومعالجة قضايا الفقر والبطالة”.
فيما يرى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن العراق اتخذ خطوات ملموسة في تعزيز علاقاته مع دول المنطقة، وشدد على ضرورة أن لا يكون العراق ساحة للصراع”.
وعد أبو الغيط، دعم العراق في هذه المرحلة “ركناً أساسياً” في تحقيق النمو الإقليمي.
ولم يكن الجانب المصري بعيدا عن الداعمي للعراق حكومة وشعيا، إذ يؤكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، دعم الجهود الوطنية في العراق لاستعادة مكانته ودوره الفاعل.
ويقول السيسي، إن “الوضع الأمني في العراق يشهد تحسناً ملحوظاً وأن قمة بغداد فرصة للتطوير والتنسيق مع العراق في مواجهة التحديات”، مبيناً أن “الدولة العراقية حققت إنجازات مهمة في محاربة الإرهاب”.
وأشار الى أن “بلاده لديها رغبة صادقة في فتح مرحلة جديدة من الشراكة مع العراق”، مؤكداً أن “نجاح العراق يعد نجاحاً للمنطقة جميعاً”، فيما لفت الى أن “مصر ترفض أي تدخلات خارجية في شؤون العراق”.
الجارة الكويت تتحدث عن استقرار العراق واهميته للمنطقة، حيث أكد رئيس وزراء الكويتي الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، ان المجتمع الدولي مهتم لاستقرار العراق وأن الدول العربية تدرك مكانة هذا البلد وأهميته”، فيما اشار الى أن “الدول العربية تسعى لاستعادة دور العراق الفاعل بالمنطقة”.
ولفت الى أن “اتفاقية الربط الكهربائي مع العراق يعد مثالاً للسعي في استعادة دوره وأهميته”، وهو ما أشار اليه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، عندما أكد أن بلاده تعتزم بالمضي قدماً للعمل على فتح آفاق جديدة مع العراق ودعم تفعيل مشاريع الربط الكهربائي مع العراق”، مشيراً الى أن “بلاده لن تدخر أي جهد لدعم مسيرة العراق الاقتصادية والتنموية وأن السعودية تؤكد رفضها التام لأي اعتداء على أي شبر من أرض العراق”.
وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، شدد بأن “أمن العراق ركيزة أساسية للاستقرار في المنطقة ونرفض أي تدخلات خارجية في شؤون العراق الداخلية”.
وتستمر الدول الداعمة للعراق، بتأكيد الأمين العام المساعد لمنظمة التعاون الإسلامي لشؤون فلسطين والقدس سمير بكر، أن “الجميع ينظر إلى العراق بوصفه نقطة التقاء”، مؤكدا “الدعم المتواصل لاستقرار العراق وفقاً لتطلعات شعبه”.
ويكمل بكر حديثه، “سنبقى داعمين لوحدة العراق وسلامة أراضيه وندعم حكومة السوداني في مواجهة التحديات الأمنية والبيئية”.
ندعم عراقاً موحداً ومستقراً ومتطورا، بهذه الكلمات بدأ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، حديثه في قمة اليوم.
ويضيف، “عملنا على تطوير العلاقات مع الدول الجوار وبينها العراق”، مبينا، أن” العراق يؤدي دوراً مهماً في المنطقة، فيما أشاد بخطوات رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني في إرساء السلام بالمنطقة”.
الموقف الدولي لم يخفي دعمه للعراق خلال قمة بغداد،، بتأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التزام بلاده بدعم أمن وسيادة العراق.
ويقول ماكرون: “إذا أردنا ضمان استقرار العراق فعلينا حل المشكلات مع جيرانه”.
وبالاجماع، تلقت حكومة العراقية في قمة بغداد الثانية، دعما غير مسبوق من دول المنطقة والعالم لاستقرار البلد وسيادة اراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، ما يؤشر عودة ثقل العراق في المنطقة ومساعيه الدائمة ليكون طرفاً رئيسيا في حل مشاكل الخصوم باستمراره في التوسط للجمع بين طهران والرياض على طاولة واحدة ونبذ كل اشكال العداء بينهما.