مدير عام دائرة البحوث الزراعية :للاصداء نيوز العمل الزراعي يحتاج إلى سيولة مالية لأنه مرهون بتوفير المواد الغذائية ومنها مادة الخبز
الاصداء نيوز / علي صحن عبد العزيز
لا يختلف إثنان على الدور الذي تقوم به دائرة البحوث الزراعية إحدى تشكيلات وزارة الزراعة في مجال البحث العلمي ، فضلا عن البرامج البحثية سواء في مجال الشق النباتي أو الحيواني ، ولأجل الوقوف على عمل هذه الدائرة التقت وكالة الاصداء الاخبارية ) مقر الدائرة والتقى بمديرها العام الدكتور فراس مزاحم حسين ، والذي أجاب على محاور الاسئلة الموجه له بعد الترحيب بكادر وكالة الاصداء الاخبارية
* في البداية نود أن توضح لنا، ماهي المهام التي تقوم بها دائرة البحوث الزراعية ؟
– هذه الدائرة تعتبر من أهم وأقدم الدوائر في وزارة الزراعة ، وتأخذ على عاتقها مهمة الجانب البحثي ، أي أن قانون الوزارة الحديث يتكون من ثلاثة أركان ، البحثي والإرشادي والخدمي ، وكل ما يتعلق بجانب البحث هو من اختصاص دائرتنا ، حيث يقوم الباحثين الموجودين بالدائرة بإجراء البحوث لإيجاد حلول مناسبة للمشاكل التي تواجه القطاع الزراعي بشقيه النباتي و الحيواني ،وتكون تلك الحلول ملائمة للظروف البيئة المحلية ، وكذلك إيجاد أصناف تكون مميزة تتحمل الجفاف والظروف المحلية العراقية ، وكل هذا العمل يقوم به باحثينا من أجل تحسين الواقع الزراعي
.* ذكرتكم بأن البحوث الزراعية تجرى في دائرتكم ، حدثنا عن أبرزها ؟- بالحقيقة كل للمشاكل الزراعية التي تحدث في القطاع الزراعي تكون ضمن دراسة ملاك باحثي دائرتنا ، وبالتالي يسعى هؤلاء الجنود المجهولين إلى إيجاد حلول ناجعة لها ، ولا تقتصر تلك الحلول على الجانب النظري فقط ، وإنما يكون أختبارها بالميدان العملي ، بعدها نقوم بنقلها للمزارعين بغية الإطلاع عليها ، والتحقيق من النتائج والأساليب الحديثة من الزراعة لأجل تحسين واقع الإنتاج الزراعي والمعيشي لهم أيضًا
.* سؤال يتعلق بهذه الإجابة من جنابكم الفاضل ، هل لديكم فرق جوالة تتواصل مع الفلاحين بهذا الجانب؟
– بلا شك ، لدينا فرق جوالة تتعامل مع الفلاحين المتعاقدين مع دائرتنا ضمن برامجها المعدة لهذا الغرض
.* أبرز المشاريع أو البرامج التي أثبتت قدرتها على نجاح استمراريتها لدى دائرتكم؟- هنالك أكثر من برنامج ومشروع في دائرتنا والتي كانت محط أنظار الجميع نظرا لنجاحها في السنوات الأخيرة ومن أهمها ، أكثار برامج البذور العليا للمحاصيل الزراعية مثل الحنطة والشلب والرز والشعير ، وكذلك برنامج (هجن) للذرة الصفراء هذا ما يتعلق بالجانب النباتي ، أما فيما يتعلق بالجانب الحيواني ، فهنالك مشروع ( الكباشة العواسيه) ، وكذلك مشروع التلقيح الإصطناعي للجاموس المحلي ، وعندنا أيضًا مشروعي الدجاج المحلي وطائر السمان
.* لنعود مرة ثانية إلى موضوع المشاريع ، هل هنالك منها متلكئ لأسباب يتعلق جزء منها بالجوانب الفنية أو المالية؟
– أبرزها مشاريع الإنتاج الحيواني ، أما ما يخص مشاريع الإنتاج الزراعي فلا توجد مشاكل والحمد لله ، لكن التلكؤ في مشاريع الإنتاج الحيواني كما ذكرت قبل قليل ، بسبب عدم وجود تخصيصات مالية خلال الثلاث سنوات الماضية ، ومنها برنامجي الكباشة العواسيه والتلقيح الإصطناعي للجاموس ، وبالمقابل هنالك مخاطبات مع الوزارة وهي لا تكل جهداً بذلك ، لكن المشكلة متعلقة بين وزارتي التخطيط والمالية فيما يتعلق بالجانب المالي ، ونؤكد من خلال منبركم ( وكالة الاصداء الاخبارية ) بأن العمل الزراعي يحتاج إلى سيولة مالية ، لأنه مرهون بتوفير المواد الغذائية ومنها مادة الخبز لغرض توفيرها والذي لا يمكن الاستغناء عنه في المائدة الغذائية ، وكذلك لا يمكن تأجيل تقديم أعلاف للحيوانات.
* إذن يمكننا القول ، بأن دائرتكم تحتاج إلى دعم مالي ، ماهو حجم الدعم الذي تطلبونه؟
– على مستوى دعم الإنتاج النباتي فهو ممتاز جدا ، ولدينا صندوق دعم البذور الذي تديره وزارة الزراعة ،ودعمنا مستمرا للمحاصيل الزراعية مثل الحنطة والشعير والرز ، وهذا الدعم ملموس على الواقع تلقى ثماره الفلاحين ، ودليلنا على ذلك تنامي مستوى الإقبال على الأصناف التي تنتج في دائرتنا ، لكن مستوى الدعم متذبذب والمفروض التركيز على موازنة وزارة الزراعة ودائرة البحوث الزراعية لأنها الشريان الذي يغذي السلة الغذائية للمواطنين بما يؤمن رغيف الخبز ..
* لا شك لجهود باحثي دائرة البحث الزراعي دورا كبيرا في تحويل الحنطة من (سيالة إلى خبازة) ، ماهي الأصناف المستنبطة في هذا الشأن؟- خلال الثلاث سنوات الماضية كان الإتجاه لدينا نحو إنتاج أصناف تكون (خبازيه) ذو جودة عالية مع التأكيد عليها ، وحاليًا باحثينا لدينا عندهم أكثر من صنف قدموه للتسجيل والأعتماد ، لأنها أصناف تمتاز بالإنتاجية العالية ، بالإضافة إلى إستخدامها من قبل ربات البيوت حيث تتلائم وظروف البيئة العراقية.* ماذا عن المشاكل والمعوقات التي تحول دون إنجازها ، سواء كان في الشق النباتي أو الحيواني؟ – المشكلة الأبرز التي تواجهها دائرتنا والباحثين على ملاكنا هو عدم أستمرارية العمل نتيجة قلة التخصيصات المالية وشحتها أيضًا ،وهنالك ظروف أخرى خارجة عن إرادتنا مثل الإرهاب الداعشي ، والذي ساهم في الحيلولة دون إنجازها.
* لديكم برامج لتطوير الثروة الحيوانية؟- لدينا سلالات محسنة من الأغنام والماعز ، ونمتلك المقدرة على إطلاقها للمربين لتحسين قطعانهم ، لكن بالمقابل لا يمكننا توفير لهم الأعلاف واللقاحات لهم ، بل نرشدهم إلى أفضل اللقاحات والأعلاف فيما لو طلبوا منا ذلك.
* بحكم عملكم المتواصل في الدائرة ، ماهي خططكم للنهوض بالواقع الزراعي؟
– قدمنا الكثير من المشاريع والخطط البحثية العلمية ، ولكنها تحتاج لسنوات طويلة وعمل متواصل لتنفيذها ، والمشكلة التي تواجهنا والباحثين بصورة خاصة قلة الدعم المالي في عملية تحسين ألاصناف الوراثية للحيوانات ، فالباحث يعمل سنة أو ثلاثة سنوات متتالية لغرض تطوير صنف ما ، وبالتالي يصطدم بتوقف الدعم عنه ماديًا، نحن نحتاج إلى دعم مالي كبير للبحث العلمي لدائرتنا من وزارتي المالية والتخطيط ، ولقد شاهدنا في ظروف كورونا بعض البلدان أغلقت حدودها ، وأستعانت بكل ما موجود عندها ووظفت كل آلياتها وأمكانياتها لغرض توفير المواد الغذائية وخاصة الخبز ، وللأمانة فإن الباحثين لدينا يمتلكون القدرة العلمية لتطوير الإنتاج النباتي والحيواني بما يلبي سد الحاجة المحلية.
كلمة أخيرة ؟
– لابد من ضرورة الإهتمام بالبحث العلمي وخصوصا الزراعية منها ، لأن جميع المؤشرات تشير إلى أن العالم مقبل على تغيرات مناخية خطيرة ، وهذا ما لمسناه من قلة الأمطار وزيادة الجفاف والتصحر وأنحسار المياه ، نحتاج إلى تطوير محاصيلنا الزراعية حتى نتمكن من توفيرها وضمانها لنا وللأجيال القادمة.