بغداد/الاصداء الاخبارية
يعد النفط العنصر الوحيد الداعم لاقتصاد العراق دون غيره، خصوصا بعد سقوط النظام السياسي عام 2003 وتعاقب الحكومات بعده والتي لم تحاول او تفكر بالمجيء باقتصاد بديل او منافس يدعم ميزانية البلاد.
وخلال السنوات الثلاث الأخيرة، تسبب انخفاض أسعار النفط العالمية، وما رافقها من ظروف جائحة كورونا، في أزمة اقتصادية خانقة وصلت ذروتها بعجز الحكومة العراقية عن تامين رواتب موظفيها مما اضطرها إلى الاقتراض الداخلي والخارجي لسد عجز الإنفاق.
تحذيرات اطلقها مختصون ومسؤولون وسياسيون من خطورة الاعتماد على النفط دون غيره حيث تناست الحكومة بفعل الاعتماد على الذهب الاسود في تمويل نفقات البلاد دعم الزراعة والصناعة وجعلهما عنصرا منافسا للنفط في تمويل الميزانية، وفي هذا الاطار حذر رئيس الجمهورية برهم صالح، من التداعيات المستقبلية لضرر الاعتماد على النفط كمصدر رئيس في ظل زيادة متوقعة لسكان العراق تصل إلى 80 مليونا بحدود 2050.
وكان برهم صالح، قد قال إن ” الاحتياطات الهائلة للنفط في العراق ودول المنطقة لن تؤمن مستقبل أجيالنا، واستمرار الوضع الحالي ستتضرر منها كل المنطقة”.
وأوضح أن “حجم واردات العراق النفطية منذ العام 2003 وحتى الآن ألف مليار دولار، تشير التخمينات أن نحو 150 مليار دولار تم تهريبها إلى الخارج بصفقات فساد”.
وتوقع صالح، أن يصل تعداد نفوس العراق إلى ” 80 مليون نسمة في العام “2050، محذرا من “تراجع الطلب على النفط بحلول العام 2030 لتحوّل العالم إلى الطاقة الكهربائية”
ورغم الموازنات المالية للبلاد التي وصفت بـ”الانفجارية”، طيلة السنوات، من مردودات بيع النفط، إلا أن الفساد المستشري في مؤسسات الدولة العراقية أفضى إلى إهدار اغلب تلك الأموال على مشاريع وهمية ومشاريع متلكئة فضلاً عن تهريب ما يصل إلى نحو 500 مليار دولار خارج العراق.
وفي اطار الحديث عن الفساد المستشري في مفاصل الدولة ولاسيما في وزارة النفط.. كشف امين عام حركة كفى رحيم الدراجي، عن ملفات فساد كبيرة في الوزارة.
وقال الدراجي، ان “تكلفة غذاء 60 موظفا اسبوعيا في احدى دوائر وزارة النفط وصلت لخمسة مليارات ونحو 400 مليون”.
واضاف، ان “طقم العمل للمهندس الواحد المكون من بدلة وخوذة وحذاء تكلف الدولة 15 مليون دينار”، مطالبا المرجعية الدينية ان تعيد الفاسدين من حيث جاءوا”، بحسب تعبيره.
وتابع، أن “دوائر في وزارة النفط تطبع مجلة شهرية تكلفتها وصلت الى خمسة
مليارات دينار”.
ودعا الدراجي، المواطنين الى ثورة انتخابية كبيرة للقضاء على الفساد في البلاد.