الإمارات العربية المتحدة: الإفراج عن المواطن العُماني بعد محاكمة وحكم جائر
بتاريخ 17 ابريل/نيسان 2021، تم الإفراج عن المواطن العُماني عبد الله الشامسي من السجن في الإمارات وتسليمه إلى أسرته. حُكم على الشامسي بالسجن مدى الحياة العام الماضي بعد اتهامه بالتجسس لصالح قطر.
يرحب مركز الخليج لحقوق الإنسان بالإفراج عنه لكنه يدين دور جهاز أمن الدولة في تعذيب واستهداف المواطنين الأبرياء بمن فيهم النشطاء.
لقد وثق التقرير الذي أصدره مركز الخليج لحقوق الإنسان بالاشتراك مع مركز وجهة للدراسات بعنوان ” التعذيب في دولة الإمارات العربية المتحدة: إشاعة التسامح” والصادر بتاريخ 09 مارس/آذار 2021، قضيته.
ذكر التقرير إن، “عبدالله الشامسي، هو مواطن عُماني، والدته إماراتية، اعتقل حين كان يبلغ من العمر 19 عاماً في 18 أغسطس/آب 2018 في الإمارات وكان طالباً في المرحلة الثانوية. لقد تعرض للاعتقال من قبل جهاز أمن الدولة ووُضع في سجن انفرادي واجه فيه التعذيب. الشامسي يعاني أصلاً من الاكتئاب، سرطان الكلى، وتم تشخيص إصابته بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم خلال اعتقاله. يبلغ من العمر الآن 21 عاماً وتراجع وضعه النفسي ليصل لانهيار صحته العقلية. حُكم عليه بالسجن مدى الحياة في مايو/أيار 2020، بعد محاكة جائرة.”
قدم فريق الأمم المتحدة العامل المعني بالاحتجاز التعسفي تقريراً عن وضع الشامسي وجد فيه احتجازه تعسفياً.
أضاف تقرير مركز الخليج لحقوق الإنسان ومركز وجهة للدراسات ما يلي، “أثناء التحقيق معه في أول ثلاثة أشهر تعرض للتعذيب من قبل افراد في جهاز أمن الدولة وذلك بالضرب والصعق الكهربائي وقلع الأظافر بالإضافة لأساليب أخرى، ولم يتمكن من التواصل مع محام ٍ طوال فترة سجنه قبل المحاكمة. أجبره المحققون على التوقيع على اعترافٍ استخدم كدليلٍ ضده في المحكمة. لقد شاهد افراد عائلته علامات التعذيب على جسده أثناء زيارتهم له في فبراير/شباط 2019 وفي مارس/آذار 2020.”
لم تعرف أسرته عن اعتقاله حتى 16 سبتمبر/أيلول 2018 عندما قام منتسبو جهاز أمن الدولة بإحضاره إلى المنزل من أجل تفتيشه حيث صادروا جميع أجهزته الإلكترونية واقتادوه بعيداً مرة أخرى دون أن يقدموا اية أوامر قضائية بالتفتيش أو اعتقاله.
بالرغم من معاناته من مرض الاكتئاب، فقد تم وضعه في زنزانة انفرادية ضمن سجن سري تابع لجهاز أمن الدولة حتى يوم 14 فبراير/شباط 2019، عندما تم السماح لأسرته بزيارته للمرة الأولى في سجن الوثبة.
مثل للمحاكمة أمام محكمة استئناف أبو ظبي الاتحادية حيث بدأت المحكمة التي شملت ثلاث جلسات في 05 فبراير/شباط 2020 وانتهت في 06 مايو/أيار 2020، وعُقدت جلسة النطق بالحكم عن بعد بسبب جائحة كوفيد-19، لقد ذكرت مصادر مطلعة انه وجهت ضده تهمة التجسس لقطر والتي نفاها جملةً وتفصيلا.
تشكل قضية عبدالله الشامسي إدانة صارخة للقضاء الإماراتي، فقد تم الحكم على رجل يعاني من أمراض عديدة منها الاكتئاب والسرطان بالسجن مدى الحياة، بالاستناد الى اعترافات قد تم انتزاعها منه بالقوة حسب ما زعمت به تقارير موثوقة. أضافة إلى ذلك لقد افتقدت محاكمته أدنى المعايير الدولية اللازمة للمحاكمة العادلة والإجراءات القانونية وتم منعه من الاستعانة بمحام ٍ أثناء التحقيق.