متابعة/ الاصداء الاخبارية
رأى موقع ”المونيتور“ الإخباري الأمريكي، أن الاشتباكات بين تركيا وميليشيا إيزيدية تعرف باسم ”وحدات مقاومة شنكال“، تمثل واحدة من عدة جبهات جديدة فتحها تصعيد التوترات بين أنقرة وطهران في شمال العراق.
وكثفت تركيا أخيرا، الهجمات الجوية والمدفعية ضد أهداف حزب العمال الكردستاني خارج جبال قنديل الشمالية النائية في العراق.
وتعتبر العملية العسكرية التركية ”Claw Lock“، أحدث مرحلة من حملة بدأت في عام 2019 لتطهير قواعد حزب العمال الكردستاني في المنطقة.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن الجهود الحالية تسعى لإغلاق جميع طرق وصول حزب العمال الكردستاني من العراق إلى تركيا.
وفي العراق، دانت كل من بغداد وحكومة إقليم كردستان علنًا الهجمات التركية على مواقع حزب العمال الكردستاني؛ باعتبارها انتهاكات لسيادة البلاد، لكن هذه الاحتجاجات لم تتسع لتتجاوز المساعي الشكلية.
علاقات مع أنقرة
ويحتفظ الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يقود حكومة إقليم كردستان، بعلاقات وثيقة مع أنقرة وعلاقات متوترة مع حزب العمال الكردستاني، على الرغم من أن حزب العمال الكردستاني يحظى ببعض الدعم بين أكراد العراق.
ووفقا للموقع، تفضل بغداد وأنقرة أن تقتصر العمليات التركية على المناطق الجبلية النائية، لكن هذا لم يكن الحال دائمًا، إذ تشير الاشتباكات الأخيرة بين القوات العراقية ووحدات ”شنكال“ في منطقة ”سنجار“ إلى ظهور جبهة جديدة في هذه التوترات المتداخلة.
وتدعي كل من حكومة إقليم كردستان وبغداد السيطرة الإدارية على المنطقة، وهي نقطة عبور حدودية رئيسية إلى سوريا، ونقطة دخول حزب العمال الكردستاني إلى العراق.
وأوضح الموقع، أن سنجار هي واحدة من اثنين من المراكز السكانية الرئيسية للأقلية اليزيدية في العراق، مشيرا إلى أنه في عام 2014، سيطر تنظيم داعش على المنطقة وقام بحملة إبادة جماعية، بما في ذلك بيع الآلاف من النساء الإيزيديات كعبيد.
اتفاقية سنجار
ولفت الموقع، إلى أن الولايات المتحدة تدعم اتفاقية سنجار، لكن هناك مخاوف في المجتمع الدولي وبين الإيزيديين أنفسهم من أن النهج العراقي تجاه ”شنكال“ يركز على نزع السلاح أكثر من التكامل، مضيفا أن القوات العراقية تسعى إلى طرد المقاتلين الإيزيديين لإعادة بسط سلطتها على المنطقة – وهي مصلحة مشتركة للحكومة التركية.
وبحسب الموقع، حذر تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية أخيرا من أن الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني يساهم في عدم الاستقرار في العراق، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الميليشيات المتحالفة مع إيران في المنطقة تدعم حزب العمال الكردستاني.
وتقدر وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، أن وحدات الحشد الشعبي ”ربما تحسب أن هجماتها ضد تركيا ستردع أنقرة من مهاجمة حزب العمال الكردستاني في العراق مع تعزيز صورتها العامة كمدافعين عن السيادة العراقية“.
وقال الموقع: ”تقييم البنتاغون يثير تساؤلات حول مدى انتشار التعاون بين الميليشيات المدعومة من إيران والجماعات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني إلى ما وراء منطقة سنجار في شمال غرب العراق، حيث سعت كل من بغداد وأنقرة إلى طرد المسلحين المنتسبين إلى الفصيلين“.
ولفت إلى أن سفير إيران السابق في العراق، إيراج مسجدي، المسؤول السابق في الحرس الثوري الإيراني، دعا أنقرة العام الماضي إلى سحب قواتها من العراق، مضيفًا أن تركيا ليس لديها أي مبرر للتدخل في سنجار.
هجمات صاروخية
واعتبر أن الهجمات الصاروخية الأخيرة على إقليم كردستان مرتبطة بمحاولة إيران التأثير على تشكيل الحكومة في العراق، لافتا إلى أن المفاوضات لتشكيل حكومة جديدة توقفت منذ انتخابات تشرين الأول/ أكتوبر 2021.
وقال الموقع: ”سعت إيران إلى ممارسة الضغط على الحزب الديمقراطي الكردستاني، المتحالف مع رجل الدين الشعبوي العراقي مقتدى الصدر في تحالف إنقاذ الوطن، الذي يتمتع بأغلبية المقاعد. وتفضل إيران تسوية بين التحالف وإطار التنسيق المنافس، المكون من الأحزاب الشيعية المتحالفة مع إيران“.
وأضاف: ”قد تكون الهجمات على أربيل أيضًا بمثابة رسالة إلى تركيا بشأن صادرات النفط والغاز للحزب الديمقراطي الكردستاني، وهي جبهة أخرى في صراعهما على النفوذ في العراق. ولا ترغب إيران في تشجيع فرص تصدير الغاز البديلة للحزب الديمقراطي الكردستاني، بينما تظل صناعة النفط والغاز الخاصة بها تحت العقوبات“.