بقلم د.وليد الحلي
تشير البحوث العلمية الحديثة عدم نجاح زراعة رقاقة إلكترونية في دماغ الانسان بعد، لتتيح التحكم بعقل الإنسان عبر الكمبيوتر .
لا زالت الابحاث مستمرة لتحويل الإنسان ككيان متكامل الى جسد يتحكم بعقله الآخرون وما سمي بنوع
من ( البيولوجيا الإلكترونية) بمعنى اندماج الذكاء الاصطناعي وأدواته في جسد الإنسان بصورة عضوية لتحقيق اتصال في الوقت الحقيقي بين الدماغ وجهاز الكمبيوتر عن طريق
شبكة الإنترنت والدخول إلى محركات البحث والوصول إلى جميع المعلومات، وأيّ نوع من التواصل المباشر بين الدماغ البشري والعالم الرقمي.
علم التحكم الذاتي لتحويل الإنسان الى آلة هو مشروع لسد الفروق بين الإنسان و الآلة.
اهم الاهداف المراد تحقيقها من هذه البحوث هو الانحراف الاجتماعي والتربوي والأخلاقي للإنسان ليكون جاهلا وغير مبال وبدون قيم.
المطلوب من هذه الأبحاث القضاء على الإيمان بالله عز وجل وإطاعته، وفرض هيمنة الدول المعنية على غيرها بتدمير شخصية سكانها عبر التحول الجنسي ومشاريع الفساد الكثيرة.
بحثت عن الحكم التي تفسر ما يجري من مشاريع اهانة الكرامة الإنسانية وقيمها، فوجدت العديد من الحكم التي تنسب الى الإمام محمد الجواد (ع) والتي تحذر الإنسان من الوقوع في فخ اعدائه، ومنها قوله (ع):
- من لم يعرف الموارد أعيته المصادر.
-من عمل على غير علم كأنما يُفسِد أكثَرَ مما يصلح.
-المؤمن يحتاج إلى ثلاث خصال : توفيق من الله ، وواعظ من نفسه ، وقبول ممن ينصحه.
- العُلماء غُرباءٌ لِكَثرةِ الجُهَّال بَينهُم.
في قوله (ع) ( مَن لم يَعرِف الموارِد أعيَتهُ المصادر ) تعني الذي يتبنى ما يرده من أفكار وآراء وعلوم من دون أن يدرسها ويعي ما ورائها من أجندات تنتظر تحطيمه.
ُ “أعيَتهُ المصادر” أي: ظلَّ يدور في دوامة مفرغة تتعبه وتبعده عن واقع الحدث.
وتعني أيضا ان المتصدي لإدارة أو حكم أو قيادة وهو يفتقر الى الوعي والمعرفة والعلم الكافي لمعرفة مهامه ومسؤولياته، أن يقبل بما يصل إليه من آراء ومعلومات وأفكار وأخبار وتحليل سياسي أو فكري أو مطالب من أي جهة كانت، ويقبل بمضمونها من دون التثبت من مصادرها ومصداقيتها وموثوقيتها وتوجهها السليم وأهدافها وغاياتها!!
نستذكر مقاومة الامام الجواد لأداء الحكام الفاسدين ، وإرشادهم لإصلاح الأمة رغم تصديه لقيادة الأمة وهو صغير السن، لكنه استطاع إن يثبت علميته وكفاءته القيادية وقدراته وتفسيره للقرآن الكريم.
كان له التأثير الأكبر على الآخر في المناظرات والحوارات مع العلماء والفقهاء والقضاة المعروفين في قصر الخلافة وغيرها في زمانه، وفي شتى المسائل المتنوعة بما آتاه الله من علم لنشر الرسالة عقيدة وفكرا وفقها وسياسية، وربى الأمة على عشق المثل العليا، والمبادئ السامية، والتصدي للمنكر والحكم الجائر .
استشهد الامام محمد الجواد (ع) في ٢٩ ذو القعدة عام ٢٢٠ هجري ( ٢٤-١١- ٨٣٥م) حيث دس الحاكم المعتصم العباسي السم له، بعد ان اكتشف تأثير الإمام على وعى الأمة بمواصفات الحاكم الرسالي التي لا يتصف بها المعتصم فأنتقم منه بسمه، و كان عمره الشريف 25 عاما، ومدة إمامته 17 عاما، ودفن في مدينة الكاظمين بجوار جده الامام موسى الكاظم (ع).
الامام الجواد هو ابن الامام علي الرضا (ع)، وهو جد الامام محمد المهدي (ع).
نستلهم في ذكرى شهادته ضرورة وعي المرحلة والاستعداد للمستقبل بعلم ودراسة وبحث ومتابعة، والتزام النصح للآخرين، ونبذ الجهل في ادعاء العلم زورا، وضرورة تبني الإصلاح ومحاربة الفساد بالفعل. “العامل بالظلم، والمعين علية، والراضي به شركاء ثلاثتهم”.