ماقل ودل
عبدالكريم الوزان
” غركان بالطشت ويدور عالطاسة ” !!
يضرب هذا المثل الشعبي العراقي لمن هو غارق في الماء مثلا ، ويبحث عن وعاء أو اناء صغير لكي يغترف فيه الماء للاغتسال . و (الغركان ) أي الغريق ، أما ( الطشت ) فهو” اناء كبير مستدير من نحاس أو البلاستيك يستعمل للغسيل ” سواء للملابس أو الأيدي والأرجل وغيرها .و ( الطاسة ) أي الطاس ( الاناء الذي يشرب فيه الماء ) عادة ، وهو قريب الى حد ما للمثل (نفس الطاس ونفس الحمام) و(المبلل مايخاف من المطر).
نتوقف اليوم عند بعض السياسيين الذين عرفهم الشعب العراقي عن كثب منذ عام 2003 وجربهم ( والمجرب لايجرب ) من حيث ارتباطاتهم المشبوهة ، أو ولائهم للأجنبي ، أو ايغالهم في الفساد ، أو وقوفهم وراء عمليات الارهاب بمختلف أشكالها ، أو حتى عدم فاعليتهم في العطاء والتجديد ، ومع ذلك يقدمون أنفسهم كممثلين عن الشعب ، وماانفكوا ” في طغيانهم يعمهون” ، كل ماألقي في بطونهم وجيوبهم قالوا هل من مزيد ، وهم بذلك كـ ( الغركان بالطشت ويدور عالطاسة )!!.
يقينا فان التقدم الحاصل في وسائل الاتصال والاعلام ساعد على توسيع المدارك وتفعيل البصيرة وتقليب الأمور والتمييز بسهولة مابين الغث والسمين ، فبدأ الرأي العام يشكل حدا فاصلا بعد تحوله من خامل الى نشط ، ومن باطن او مستتر الى ظاهر ، وهذا حال العراقيين اليوم الذين أصبحوا يقولون للمضللين كفى هراءً أيها المتسلطون الغارقون في وهم الدنيا الفانية على حساب مصائرنا ، لن نقبل بعد اليوم بمن يمثلنا الا اذا كان من رحمنا ، عراقي المبدأ والوطنية والاصالة ، يقود سفينتنا الى بر الأمان ، ويعوضنا عمّا أصابنا من ضيم وهوان وماذلك على الله بعزيز ، عندها سيحصحص الحق ، ويبدو حالكم كـ ( كالغركان بالطشت ويدور عالطاسة )!!.