منهج الحكيم في إدارة الدولة
فراس الغضبان الحمداني
الخطوات التي إتبعها سماحة السيد عمار الحكيم خلال السنوات الماضية والنهج الإصلاحي الذي إتخذه مسارا واضحا في إدارة الدولة ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية وصياغات التحول ، كانت مثار إهتمام واسع من قبل القوى السياسية وقوى المعارضة والشباب الواعي الذي إنخرط بشكل جدي في التعاطي َمع تلك الطروحات بوصفها حلا مقنعا لمشاكل كانت تعترض السبيل لتوجيه الدولة نحو المسار الصحيح ، فقد شكلت لهذا الغرض لجان وعقدت ندوات لشرح ذلك المنهج الحكيم وتتبع خطواته الإعلامية والسياسية وطرق تنفيذه على صعد شتى لاقت إستحسانا” أكدته رغبة بقية القوى السياسية حتى المختلفة مع بعضها في التقارب مع تيار الحكمة والثقة العالية بطروحاته بوصفه منهجا وسطيا لا غبار عليه ويسير نحو مستقبل واعد لحركة الإصلاح والتغيير على مستوى الدولة ومؤسساتها وبنية المجتمع الأساسية التي تعاني من تحديات صعبة تتطلب التكاتف والتواصل وحل الخلافات وليس تعميقها وإستثمارها على حساب الشعب ، حيث يؤكد مسار الحكمة على النظر في معاناة الناس وإيجاد الحلول لها وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية والفئوية التي تسبب إستنزاف مقدرات البلد وتحويله إلى حالة العجز والشلل والضياع لا سمح الله .
الحكيم صاحب طرح الكتلة العابرة للطائفية وتشكيل جناحي المعارضة والموالاة ، وبدأ هذه الخطوة بتشكيل تحالف الإصلاح والإعمار بجمع الحكمة والتيار الصدري وتحالف القرار العراقي وصالح المطلك وحركة التغيير مما حفز على تشكيل تحالف البناء والإعمار من تحالف الفتح ودولة القانون والخنجر والحلبوسي ، وكان يفترض أن يشكل أحدهم الحكومة ويذهب الآخر للمعارضة لكن تدخلات خارجية بضغط داخلي عطلت الأمر ليتفق تحالف الفتح وسائرون على تشكيل حكومة 2018 بقيادة السيد عادل عبدالمهدي ، وذهاب الحكيم منفردا إلى معارضة الحكومة
بإعلان ” تحالف قوى الدولة” ، هل سيتمكن الحكيم بتحقيق طروحاته على الواقع ، وهذا إن تم فهو تغيير حقيقي بالواقع السياسي الذي إبتنى من 2005 إلى اليوم على إشتراك الجميع بالحكومة ومعارضتها بنفس الوقت وترسيخ المحاصصة بين الجميع .
كل ذلك يؤكد أهمية إعتماد الحوار ، وتقريب وجهات النظر قبل وبعد الإنتخابات المقبلة لكي يتم صياغة عقد سياسي يتلائم مع طبيعة التحولات الكبرى التي تضرب المنطقة والعالم وتؤثر في العراق أيما تأثير وتجعله عرضة لضغوط مختلفة تتطلب المزيد من الإنفتاح والتفاهمات وحسن النوايا والتدبير الواعي للأمور وعدم الغفلة لأن الوضع العراقي يجب أن يكون في مقدمة الإهتمامات والعمل على تشكيل نظام الحكم الذي يرعى مصالح الشعب ويجعل الحاكم في خدمة المواطن وليس العكس ، وهذه الرؤية هي في صلب إهتمام السيد عمار الحكيم منذ بداية خطوات الإصلاح والإعلان عن تيار الحكمة الذي تحول إلى مشروع وطني يستقطب الجميع ولا يفرق بين عراقي وآخر مطلقا” ، وهدفه وغايته بناء دولة المؤسسات وتعميق سلطة الدولة وفرض القانون والإحتكام إلى العدل والتسامح ونبذ العنف والتطرف . Firashamdani57@yahoo.com