بقلم :- د.حميد النايف المسعودي
رئيس مؤسسة الاصداء الاعلامية
الاغلب كان يتوقع فشل زيارة السيد رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني الى واشنطن نتيجة الظروف والتصعيد والتوتر الاقليمي والتشابك في العلاقات الدولية وحصة العراق منها ،فضلا عن التراكمات الحكومية السابقة والتي افضت الى بقاء العراق ضمن سياسة المحاور الفاشلة والتي في نهاية المطاف اثرت سلبا على وضع العراق بشكل عام وجعلته يتعثر في الوصول الى درجة النهوض العام ،الا ان ماحدث ورغم التصعيد الايراني الصهيوني الذي تزامن مع زيارة الوفد العراقي ؛الا ان السوداني تصرف بحكمة وكرجل دولة بعيدا عن التخوف والتردد من اجل وضع مصلحة العراق في المرتبة الاولى وسحب الحوار الى جانبه ، حيث استطاع السوداني ادارة الحوار وعدم التركيز كثيرا على المرحلة العسكرية ،مشيرا الى انها انتهت عمليا وتنظم حسب اتفاق الطرفين والمصلحة العامة للبلاد والتحول الان الى الشراكة الفعلية الاقتصادية والمالية واعمار البنى التحتية والطاقة والصحة والزراعة وكافة المجالات الاخرى، فضلا عن لقائه بالمهتمين بلشأن العراقي بغية ايضاح دور العراق و تغيير اراء الاعلاميين والخبراء عنه من خلال بث حالة الامن والاستقرار المجتمعي وايصال فكرة بان العراق دولة ويجب ان يتعامل مع الدول بروح التعاون والتبادل التجاري والاقتصادي دون املاءات وهذا ماحصل في حواراته المختلفة مع كل مفاصل الحكومة الامريكية وهنا نقول ..ان السوداني اجاد وابدع في التمثيل الدبلوماسي والرئاسي الفخم للعراق و بدايتها بالخطاب السياسي والجسدي المرتجل والكلام الهادىء والبليغ والذي ابهر العالم بالقوة الناطقة لهذا الرجل ،حيث اجاد في تنشيط ملفات وتساؤلات كانت راكدة وفي مقدمتها ( الاستثمار والحوكمة والطاقة والمناخ والتنمية المستدامة وقدرات العراق الدفاعية) وبرفقة فريقه الوزاري والحكومي ومن كل الفئات المجتمعية … وتمحور النقاش وفق اتفاقية الاطار الاستتراتيجي التي بقيت جامدة ضمن حلقة النطاق العسكري من قبل الامريكان طيلة الفترة الماضية وتغاضوا عن مفاصلها الاخرى وهي شاملة ومفيدة للبلاد في حالة تفعيلها … وهنا ارى وبكل حيادية بان زيارة السوداني موفقة وناجحة… مقترنة برسائل ثقة وهيبة لدور العراق في المنطقة…وستشجع دول كبرى اخرى تمتاز بتطور الاقتصاديات الناهضة على اجراء شراكات واستثمارات مع العراق بعد ان كان التوتر والضبابية تسود الامن والاستقرار في نظر هذه الدول والتي انخشعت نتيجة مخرجات هذه الزيارة ،فضلا عن ملفات الفساد التي نخرت البلاد والعباد والتي باتت مؤرقة للجميع وحرمت العراق من النهوض اقتصاديا وما علينا الا ان نغادرالمرحلة المظلمة التي تحتاج من الجميع مواجهتها بغية الوصول الى انعاش العراق اقتصاديا وماليا … وتعد هذه الزيارة الاهم على مستوى النشاط السياسي العراقي في وقت تتسارع الازمات الاقليمية والتي لابد من العراق النأي بنفسه عنها ،وعسى ان تستثمر الزيارة في مستويات التنمية والصناعة والتعليم…وان تتم هيكلة القوات القتالية الامريكية وتحولها الى جهود مدنية لبناء العراق والى علاقات يستفاد منها العراق في مجالات تشغيل القطاعات المختلفة بغية رفع خط الفقر والخدمات…بعيدا عن العسكرة الاجنبية والاعتماد على قدرات العراق العسكرية برا وبحرا وجوا من اجل حفظ سيادة العراق وامنه ،
لاسيما وان هذه الزيارة شكلت منعطفا تاريخيا وأداء مميز لرئيس العراق و بحق من خلال ايماءات بايدن الايجابية للقاء و التي تدل على قوة السوداني وثقته بنفسه وحديثه المرتجل والهادف من خلال ضبط حركات الجسد وارتسام التعابير بحنكة كاريزما لاقت احترام المتلقي وعامة الناس ، ولا شك ان واقع الزيارة يبشر بخير قادم ولكن الطموح هو تنفيذ مخرجاتها لصالح الشعب العراقي ،نامل ان تكون هذه الزيارة ومخرجاتها فاتحة خير لاستقرار العراق امنيا واقتصاديا وماليا والعيش الرغيد لكافة ابناء الشعب العراقي وبكافة طوائفه ومن الله التوفيق والسداد